ما من أحد يعرف في الحقيقة متى دجنت السنوريات البرية ، ولا إلى أي السنوريات البرية تعود اصول قططنا البيتية، لقد كانت في مصر قطط اليفة منذ نحو 4000 سنة ولعلها القطط الأليفة الاولى، والهرة الأفريقية ذات الذيل الكث الشعر، والهرة الغابية في جنوبي آسیا شدیدتا الشبه بالقطة المنزلية الحديثة. ولعل أصل الهرة الاليفة الحديثة يعود الى أحداهما أو اليهما معا، أن القطط الأوروبية البرية تشبه القطط الأفريقية ذات الذيل الكث إلى حد بعيد.
معلومات عن القطط البرية
كانت القطط البرية منتشرة في كل أنحاء أوروبا ، وكانت تأكل الأرانب الأليفة والبرية والفئران والجرذان وكل طير تستطيع أن تلتقطه، ومع قيام المزراع اخذت القطط البرية تقتحمها وتفترس الصيصان والحملان . وبقيت هذه القطط البرية آمنة ما بقيت الغابات منتشرة في أوروبا وما دام سلاح الصيد هو القوس والنبل ، ولكن قطع اشجار الغابات لأنشاء المزارع واختراع البنادق اديا إلى مطاردة القطط البرية ثم إلى القضاء عليها . ومنذ نحو مئتي سنة كان عدد القطط البرية الباقية في أنكلترا ووایلز قليلا، أما في الوقت الحاضر فلا توجد القطط البرية في بريطانيا إلا في مرتفعات اسكوتلاندا بعدد قليل جدا، والقطط الاسكوتلاندية والأوروبية البرية اقوى بنية من الهرة الاليفة،ونابها اشد قصرا ومخططة بحلقات سوداء، وهي تصطاد في الليل وتمضي النهار نائمة بين الصخور وفي الاحراج .
صغار ألهرة البرية
تضع ألهرة البرية جراءها في ثقوب في الصخور أو في أشجار مجوفة، يولد لها جروان إلى أربعة جراء في المرة الواحدة وتبقي في الثقب حتى بعد أن تفتح أعينها نحو شهر کامل، ثم تأخذ الجراء بالخروج للعب مع أمها أو مع بعضها البعض، لكنها لا تخرج للصيد قبل أن تبلغ ثلاثة أشهر، وعندما تبلغ الشهر الخامس تأخذ بالخروج منفردة ولو أنها لا تبلغ نموها التام قبل الشهر العاشر، تحميها أمها بشراسة وعنف حتى أن الجراء نفسها ، حين يقترب أحد من مكنها تكشر عن أنيابها وتزار وتكخ. أن تدجينها يكاد يكون مستحيلا.
الوشق
الوشق ( اللينكس) في شمال أوروبا وفي آسيا وأميركا هو من فصيلة السنانيرأیضا ولو أنه يختلف عنها بعض الاختلاف. رأسه کرأس السنور لكن له کشکشا من الشعر على جانبي وجهه وخصلة من الشعر أيضا عند راسي أذنيه، طوله نحو 75 سنتيمترا وذنبه قصير وقوائمه متينة منتهية بمخالب عريضة، والأوشاق الأوروبية حيوانات تميل إلى الجبن عموما . قل ان تهاجم الناس ، وتصطاد في الليل باحثة في كل شق وزاوية عن الفئران والجرذان مطاردة الأرانب والسناجب مقتحمة مخابیء الطيور. تفترس الأخشاف (صغار الظبأ) والحملان العجول والدجاج . لذلك قضي الناس عليها بلا شفقة بحيث لم يعد لها وجود في أوروبا في الوقت الحاضر.
وللاوشاق ، كالقطط ، عادة سن مخالبها على جذوع الأشجار، ومثل هذه العلامات هي الأدلة الوحيدة في الغالب على وجود وشق في المنطقة لإن هذا الحيوان قل أن يظهر نفسه، وهو يموء أيضا كما تموء القطة الأليفة لكن صوته أعلى إلى درجة عالية. وفي الربيع تلد انثى الوشق من جروين إلى اربعة جراء في وكر صخري أو في جوف شجرة، وتبقى عيون الجراء مغمضة حتى اليوم العاشر ولا تترك أمها قبل الربيع التالي. وأنثى الوشق ، كالقطة البرية ، تدافع عن جرائها بضراوة. كما أن الجراء نفسها شديدة الشراسة .
الوشق الكندي و الوشق الأميركي
الوشق الكندي ذو فروة كثيفة رمادية مرقطة وله عادة غريبة هي السير وراء الانسان مسافة اميال من غير أن يتعب أو يمل. ويبدو عادة أنه لا ينوي الهجوم فكأنه يفعل ذلك فضولا لا غير. الا أنه قد يقوم باقتحامات مؤذية في بعض الأحيان. ثم إن مخالب الوشق الكندي العريضة تشبه الأحذية الخاصة بالسير على الثلج مما يساعدها على شق طريقها بسهولة في الثلج الكثيف .
أما الوشق الأميركي المبتور الذيل ( البويكات) فاصغر حجماً، وهو ذو فروة سمراء ضاربة إلى الاحمرار مرقطة في غالب الأحيان، ولولا ذنبه المبتور لكان أشبه شيء بالهرة، يعيش في الغابات الواسعة في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة الأميركية خصوصا، ويقوم بالصيد ليلا بين الأشجار والصخور.