الاسماك المدارية أو الاسماك الاستوائية يطلق هذا الإسم على مجموعة من الأسماك الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتي تعيش عادة في المياه العذبة، وهي كذلك محبوبة لدى مربو الأسماك في المنازل .
معلومات عن الاسماك المدارية
في السنوات الثلاثين أو الأربعين الأخيرة أخذ الكثير من الناس ينشئون في منازلهم مرابي مائية (اکواریوم)، يمكن لأسماك المياه الدافئة أن تعيش فيها، لكن الصينيين واليابانيين كانوا منذ مئات السنين يربون عددا من هذه الأسماك ك حيوانات أليفة مدللة، وكان النوع الذي وضع في المرابي المائية هو السمكة السيامية المقاتلة التي أعجب بها الناس لما تتصف به من روح قتالية، وكانت هذه السمكة المقاتلة في الأصل سماء مائلة إلى الصفرة، لكنها صارت مع الوقت تربي من أجل ألوانها ومن أجل أذيالها وزعانفها الطويلة المسبلة، ومنها في الوقت الحاضر أنواع أرجوانية وزرقاء رائعة .
للأسماك السيامية المقاتلة عادات طريفة جداً، فإذا ما راود ذكرها أنثاها ازداد سواد لونه بعض الشيء، وبرزت على جانبيه بقع خضراء زاهية، ثم أحدث فقاقيع هوائية على سطح الماء، وحين تضع الأنثى بيضها، تطفو هذه البيوض باتجاه الفقاقيع، فيلتقط الذكر بفمه كل بيضة لا تصل إلى الشبكة ويدفعها إليها، وما أن تنتهي الأنثي من وضع بيضها حتى يعمد الذكر إلى مغازلة أنثى أخرى، ثم ثالثة أيضاً إلى أن يبلغ عدد الإناث التي جمع بيضها في شبكة الفقاقيع هذه خمس إناث أو ستة، ويواصل الذكر حراسة البيض حتى يفقس، ثم يعني بـالأسماك الحديدة الصغيرة إلى أن تصبح قادرة على الإهتمام بنفسها .
اسماك القوبي
وأسماك القوبي محبوبة ومألوفة في مرابي الأسماك المائية السهولة العناية بها، وسمكة القوبي البرية أو غير الأليفة صفراء قاتمة نوعا ما، أو صفراء وخضراء، لكن انواع عدة منها ذات أسماء وألوان جميلة كذات الشكل الطاووسي وذات الذيل الشبيه برباط الحذاء أو بالسيف، تربى في المرابي المائية، إن طول ذکر سمكة القوبي يزيد قليلا عن السنتمترين، أما الانثى فيبلغ طولها ضعف ذلك تقريبا، وتلد أسماك صغيرة حية ولا تضع بيضاً، وقد تلد ما يتراوح بين ست سمكات صغيرات أو ستين سمكة صغيرة في المرة الواحد، وأسماك القوبي هذه عرفت في الأصل في أنهار في القسم الشمالي من أميركا الجنوبية وفي ترینیداد حيث توجد بكثرة مما حمل على تسميتها بسمكة الملايين، وقد تسمى أحيانا بسمك قوس قزح بسبب تعدد ألوانها .
هنالك أيضا نوع عریض مفلطح شبيه بالقوبي حجما وشكلاً، وقد عرف الأنهار المكسيكية في الأصل، ولكنه يربى في الوقت الحاضر في أماكن مختلفة، ألوانه متعددة كالأحمر، والذهبي، والأزرق، والأخضر، والأسود، وهو أيضاً السمك القوبي، محب للعب، دائم الحركة .
اسماك الزينة
هنالك في المقابل أسماك ملائكية الشكل هادئة بإستمرار، معلقة بلا حراك تقريبا بين جذوع النباتات المائية، وقد عرفت الأسماك الملائكية الشكل هذه في نهر الأمازون في الأصل، ولها زعنفتان طويلتان تشبهان جناحين، أحداهما في الجهة العليا من جسمها والثانية في الجهة السفلى، ولها أذناب طويلة أيضاً على شكل مروحة، وزعانف طويلة رقيقة تتدلى من عنقها کالأعلام، وهي شديدة الفلطحة حتى أنها تكاد لا ترى إذا نظر إليها من الأمام، تضع بيضها على أوراق النباتات المائية ثم تبقى إلى جانبها، وترش عليها الماء بزعانفها، وبعد نحو يومين يشق الأبوان قشور البيض ويقذفان الصغار إلى الأوراق حيث تبقى فترة من الوقت معلقة بخيوط قصيرة نحيفة .
هنالك أيضا أسماك التترا النيونية، وهي معروفة ومحبوبة في المرابي المائية إلا أن طولها نحو السنتمترین، وهي ساطعة لامعة كالمصباح النيوني، ذات خطوط زرقاء وقرمزية لامعة على الجانبين .
والغالب أن تكون الأسماك التي تعيش في البحار المدارية ذات ألوان زاهية مشرقة، كما أن لبعضها أشكالا في منتهى الغرابة، فالأسماك الفراشية والملائكية في البحار الجنوبية مثلاً تعيش بين السلاسل المرجانية حتى أن بقعها وخطوطها الزاهية تختلط بأنوار المرجان وظلاله القوية وألوانه المشرقة مما يجعل رؤيتها صعبة .
بعض اسماك الزينة
لبعض الأسماك الزاهية الألوان في المحيطين الهادي والهندي لحوم سامة حتى أن الأسماك الأخرى تجنبها، فسمكة القادوح الرائعة في المياه الآوسترالية، سوداء ذات بقع وخطوط صفراء وبرتقالية وذيل زعنفي أسود ولامع، ولها أجسام حرشفية وأسنان أزميلية الشكل تستطيع أن تفتح بها المحارات، والسمك الخرطومي زاهي اللون، بيضي الشكل، ذو ظهر شائك محدب، وهنالك أيضا سمك بقري له قرون ووجوه کالبقر، وسمك كروي يستطيع أن ينتفخ على شكل كرة بحيث تنتصب زعانفه، وسمك قنفذي الشكل، كما أن هنالك في المحيطين سمكة شمسية مدهشة يبدو كأنه كله رأس، وما هذه الأسماك التي ذكرناها غير بعض الأنواع العجيبة السامة والرائعة في الوقت نفسه والتي تعيش في البحار المدارية .