من المشاهد الجميلة في الربيع رؤية الحملان تقفز وتلعب في المروج. فبعد يومين أو ثلاثة أيام من مولدها تنشط الحملان في حركتها من أجل الحصول على طعامها، ثم أن صغار الماعز، أو الجداء أكثر من الحملان حركة ووثوباً ، ومثل هذه الحركات التي تقوم بها صغار الأغنام والماعز تدل على أن هذه الحيوانات جبلية في الواقع، والحقيقة أن الأغنام البرية توجد على الجبال، غير أن الماعز البري يوجد على جبال أعلى من الجبال التي توجد عليها الاغنام .
مزايا تربية الأغنام
تربية الأغنام الازمة في كثير من المراعي ، مكملة بالنسبة لمعظم المزارع. وفي كلا الحالتين سواء كانت لازمة أو مكملة فإن لها من المزايا العديدة ، مما يجعلنا ننصح بتربيتها متى توافرت الظروف الملائمة لذلك ، ونستطيع أن نجمل تلك المزايا في النقاط التالية :
- الأغنام حیوانات يمكن زيادة أعدادها بسرعة معقولة، كما أن المساكن اللازمة لها غير مكلفة، ورعايتها لا تحتاج إلى أدوات غالية الثمن .
- الأغنام يلزمها وقت قليل ومجهود بسيط من جانب المربي للعناية بها مقارنة بغيرها من حيوانات المزرعة و توفير الرعاية السليمة لها أساس النجاح في إنتاج الأغنام وهي الحد الفاصل بين القطعان المربحة وغير المربحة، كما أن العناية بها جماعية وليست فردية كما في باقي أنواع الماشية .
- تعد الأغنام محولا اقتصاديا للحشائش وبقايا المحاصيل وكثير من المواد المالئة بالمزرعة، إلى لحم وصوف ولبن (والتي لا يمكن لغير الأغنام الاستفادة منها).
- قلما تستعمل العلائق المركزة في تغذية الأغنام متى توفر المرعي الجيد وحتى إذا احتاجت الأغنام هذه العلائق فبكميات محدودة لا تتعدى (سبع) كمية العليقة، أما الماشية فيلزمها حوالي (مس) العليقة، غذاء مركزا. كما أن ما يلزم الحملان من الغذاء لإعطاء كيلوجرام زيادة في وزنها أقل بكثير مما يلزم عجول التسمين للغرض نفسه .
- الأغنام حيوانات مجترة، تكمل عمل الماشية ولا تزاحمها، وهي ترعی الحشائش ومحاصيل العلف قرب الأرض أكثر من أي حيوان زراعی آخر، فهي تنظف الحقول جيدا من بقايا المحاصيل كالقمح والشعير . وكذلك الحشائش على الجسور وجوانب الترع. ويقدر للماشية والفصيلة الخيلية أنها تستطيع أن تأكل 50% من هذه النباتات فقط بينما تستطيع الأغنام أن تأكل 90% منها .
- يحصل مربي الأغنام علی محصولين في السنة هما الحملان والصوف، اللذين يأتيان في مواسم مختلفة. كما يعد اللبن في بعض الأحيان محصولا ثالثا .
- الصوف محصول سهل التخزين، ولذلك لا خوف عليه إذا دعت الضرورة في بعض الأحيان إلى عدم بيعه انتظارا لارتفاع الأسعار .
- يمكن بيع الحملان الزائدة عن حاجة القطيع بعد فطامها مباشرة كما هو الحال في كثير من السلالات الأجنبية أو في سن الثمانية أشهر تقريبا بالنسبة للأغنام المصرية وهي فترة قصيرة نسبيا .
- السماد العضوي الناتج عن الأغنام قیمته عالية لارتفاع نسبة الأزوت والفوسفور والبوتاسيوم به .
الفرق بين الأغنام والماعز
ليس من السهل جداً أن نميز بين الأغنام والماعز البرية، كلاهما حيوان ذو حافر كالماشية والغزلان، وكلاهما يمضغ الطعام ويجتره ، أي أنه يلتهم كمية كبيرة من الأعشاب حين يتسنى له ذلك ثم يعود فيمضغها على مهل في ما بعد، وكلاهما ذو جلد یکسوه شعر قد يكون كثيفا ولكنه ليس صوفياً كما هي جلود الأغنام الاليفة ، ولما كان قرنا الشأة والعنزة البريتين متشابهين إلى حد بعيد فانه يجب علينا أن ننظر إلى القرنين المحنيين عند كبش الغنم والقرنین المحنيين الطويلين عند تیس الماعز للتمييز بين الحيوانين، إننا نلاحظ فرقاً كبيراً بينها.
معلومات عن الأغنام والماعز
والماعز ولا سيما ذكورها ، ذات رائحة قوية ، كما أن لمعظم تيوس الماعز أو ذكورها لحية تحت ذقنها، لقد دجنت الأغنام منذ زمن بعيد . ونحن لا نستطيع أن نتأكد من حقيقة الأغنام البرية التي تحدرت منها الأغنام الأليفة ، ولكن المرجح هو أنها تعود إلى الأغنام البرية التي كانت تعيش في آسيا في الجبال والمنخفضات معاً.
أنواع الأغنام والماعز
ولهذين النوعين من الأغنام إضافة إلى أغنام کورسیکا وسردينيا البرية الصغيرة المعروفة بالموفلون شبه شديد بالأغنام التي تسرح في حقولنا باستثناء جلودها الشعرانية وقرونها الكبيرة جدا واذنابها القصيرة .
إن النعاج البرية والاكباش لها قرون أيضا، ومن أجمل الأغنام البرية أغنام معروفة بذوات القرون الكبيرة في جبال روكي في أميركا الشمالية ، ارتفاعها أكثر من متر عند الكتفين، ولها قرنان سميكان ناعمان ملتفان التفافة لولبية واحدة، جلدها برتقالي اللون باستثناء بقعة كبيرة بيضاء عند الذنب،وفي الأسکا تكون هذه الأغنام بيضاء تقريبا في الصيف لكنها نقية البياض في الشتاء.
المعزي البرية اثبت قدما من الأغنام البرية. وهي تعيش على سفوح ومرتفعات صخرية أكثر انحداراً ، وبما أن النبات غير متوافر على أعالي الجبال فإنه لا بد للمعزي أن تأكل كل نوع من النبات الجبلي . ولهذا كان الفقراء يربون الماعز لأنها تستطيع أن تجد لها طعاما في أي مكان تقريبا وأن تعطي حليبا دسما. وتأكل المعزى الأعشاب وأوراق النبات والغصون ولحاء الشجر، حتى القماش وورق الكتابة .
وبالفعل فإن قطعان المعزى الأليفة تأكل كل النباتات بحيث تصبح الأرض جرداء، ثم تتسلق الأشجار وتلتهم أوراقها وغصونها ولحاءها، وقد رؤیت المعزى تقفز على ظهر حمار أو أي حيوان آخر تحت شجرة لتتمكن من الوصول إلى أوراق عالية لا تستطيع الوصول إليها من الأرض . حتى أنها تقف على رجليها الخلفيتين وهي على ظهر الحمار، وفي النهاية لا يبقى شيء حي أبداً وتتحول الأرض إلى صحراء جرداء عارية ، وهذا ما حدث في بعض الأماكن في الشرق الأوسط وفي أفريقيا الشمالية حين يربي الناس قطعانا كبيرة من المعزى.
المعزى البرية
المعزى البرية في جبال أوروبا الجنوبية وآسيا تدعى أوعالاً وهي أصغر حجما من المعزى البرية في آسيا وأفريقيا، لكن لها قرونا محنية طويلة متماثلة، وهي تعيش على مرتفعات عالية في الجبال وكثيراً ما تقوم بقفزات هائلة من صخر الي صخر أو تركض في ممرات ضيقة ذات إنحدار شاهق، وفي أحيان كثيرة تتسلق صخراً شدید الأنحدار يبدو أنه يستحيل تسلقه على أي مخلوق آخر.
وتعيش المعزى البرية بصورة دائمة تقريبا في مجموعات، مع أن الذكور تعيش منفصلة في أعلى المواقع، وأكبر هذه المعزی حجما هي معزى الأفغان وجبال حمالايا، ارتفاعها أكثر من متر ولها قرون ملتوية كمفتاح القناني ، وأصغرها حجما هي المعزى الأسبانية التي لا يزيد ارتفاعها عن 60 سنتيمترا، وفي منتصف فصل الشتاء تبقى الذكور في أعلى المرتفعات غير مبالية بالبرد القارس و بالثلج ، أما الإناث فتنزل إلى السفوح المحمية من البرد وحتى المجاورة للقرى، وتبقى فيها مع صغارها، ويمكن لصغار الماعز أن تتبع أمها في اشد الأراضي وعورة بعد ولادتها بأيام قليلة .
صحة الأغنام
تعد حالة القطيع وصحة أفراده من أهم العوامل اللازمة للإنتاج الجيد. ويلاحظ أن العناية بالأغنام تختلف عنها في الحيوانات الكبيرة؛ فهي عناية جماعية وليست عناية فردية . وتتركز أساسا في وقاية القطيع وحسن رعايته وسرعة علاجه من الأمراض والطفيليات التي تخفض من إنتاج أفراده .
طرق العناية بالأغنام
وتتلخص طرق العناية بالقطيع في مراعاة التغذية الجيدة وتوفير مياه الشرب النظيفة والمساكن الصحية ومقاومة الطفيليات المختلفة، ولذلك يجب توفير العلائق والأعلاف المناسبة وبكميات كافية وبصورة مستساغة لمجاميع الأغنام المختلفة ، وكذلك المراعي الجيدة، مع عمل دورات مناسبة لتقليل احتمال الإصابة بالأمراض أو انتشار العدوى، والابتعاد بالأغنام عن مجاري المياه الراكدة أو المستنقعات والأماكن الموحلة.
كما يجب أن يراعي في المساكن : الاتساع اللازم والتهوية الجيدة، مع توفير (الفرشة لتكون أماكن الرقاد دائما جافة نظيفة، مما يحفظ للأغنام صحتها وللصوف قيمته ، كذلك يجب أن يتوافر بها أماكن دافئة للمحافظة على الحملان الصغيرة إذا كانت الولادة في أجواء باردة، وكذلك أن يكون بها ظل كاف وتهوية جيدة إذا كانت الولادة في أجواء حارة. وكذلك الاهتمام بعمل الآتي :
الغنم عند المصريين القدامى
اهتم قدماء المصريين بالغنم اهتماما خاصا، وكانت الغنم عندهم رمزا للقوة والخصب والنماء، وتبين الصورة التالية إحدى سلالات الأغنام المتميزة التي اهتم بها أجدادنا المصريون. وهي كما ترى سلالة لها ذيل طويل يصل حتى العرقوب، ولها جسم طويل، وتتميز بقرنين عموديين على محور الجسم، والأرجل طويلة، والآذان متدلية، كما يظهر في الصورة بوضوح اهتمام المصريين بالتغذية ورعاية القطيع وتوحيد مواصفات السلالة .
تابعتم معنا من خلال موقع عالم الحيواناتمعلومات عن الأغنام والماعز، نتمنى أن تنال المعلومات إعجابكم وأن تستفيدو بها، وللمزيد من المعلومات عن الحيوانات المفضلة لديك ندعوك لزيارة قسم: الحيوانات الاليفة.