صغار العقاب
في الربيع، تكون أنثى العقاب الحامل قد أوشكت أن تضع بيضها، فتتحرك بضيق في عشها العالي فوق حافة جرف صخري، يكون البيض قد بدأ نموه داخل جسمها منذ أسابيع عدة، أخيراً تضع في أواخر آذار (مارس) أو أوائل نيسان (أبريل) أولى بيتها، وبعد ثلاثة أيام أو أربعة تضع بيضتها الثانية، وإذا حدث أنها كانت تحمل ثلاث بيوض، فإنها تضع بيضها الثالثة بعد ثلاثة أيام أخرى أو أربعة.
يتناوب الأب والأم في أول الأمر حضن البيض، لكن إذ يقترب وقت الفقس، تتولى الأنثى واجب الحفاظ على البيض دافئا، بعد نحو 40-45 يوماً، تبدأ البيوض بالفقس، بحسب ترتيب وضعها .
بيض العقبان
تضع أنثى العقاب عادة بيضتين، وتضع أحيانا بيضة واحدة، ونادراً ما تضع ثلاث بيضات، تتفاوت البيوض لوناً من البياض الخالص إلى البني المبقع، ويكون عرضها نحو 6 سنتيمترات وطولها نحو 8 سنتيمترات، تدعی مجموعة البيوض حَضْنة.
فقس البيض
لفراخ العقبان، كفراخ معظم الطيور الأخرى الفاقسة، أداة تساعدها في الخروج من البيضة، نُسمي تلك الأداة سِنّ البيضة، وهي نتوءٌ صُلْتٌ على منقار الفرخ الصغير يستخدمه في كسر قشرة البيضة وعمل فتحة يزحف منها خارجاً .
الفراخ الحديثة الفقس ضعيفة وبطيئة الحركة، ولا يغطي جسمها إلا زغب خفيف خالص البياض، على الأم أن تبقي الفراخ في الأسبوعين الأولين من حياتها دافئة، ذلك لأنها تعيش عادة في مناطق جبلية عالية، حيث يكون الطقس بارداً عادةً، حتى في الربيع.
بعد بضعة أيام تحل طبقة أسمك من الريش الزغبيّ محل الطبقة الأولى الرقيقة، وبعد ثلاثة أسابيع أو أربعة، يحل ریش محل هذه الطبقة، تكون الريشات الأولى بنية ومعرّقة، لا تشبه ریش الأبوين غير المعرّق.
الفراخ
يساعد الأب في العناية بالفراخ الحديثة الفقس عندما تكون لا تزال صغيرة جداً، لكن سرعان ما يكون عليه أن ينطلق سعيا للحصول على طعام لتلك الفراخ، فيترك أمر العناية بها إلى الأم، ولا يطعم هو نفسه الفراخ، وهو بدل ذلك، يجلب الطعام للأم التي تمزق الطعام بمنقارها الضخم الحاد وتقديمه نتفاً لصغارها، وهي شديدة اللطف مع صغارها، تلتقط بمنقارها نتفاً صغيرة من اللحم وتقدمها لها.
على أن الفراخ ليست لطيفة في معاملتها بعضها بعضاً، فهي تتشاجر مشاجرات عنيفة للفوز بكل نتفة من الطعام، وهو شجار يفوز به الكبير عادةً، ويستضيف الكبير الفراخ الأصغر فيها أو يدفعها حتى في غير أوقات الصراع على الطعام، وكثيراً ما تكون نتيجة ذلك أن تموت الفراخ الأصغر لعدم حصولها على ما يكفي من طعام، لكن في السنوات التي يكون الطعام فيها وفيراً، تبقى الفراخ الأصغر حية أيضاً وتكبر.
إطعام الأسرة
تبقى العقاب الأم في العش مع فراخها معظم الوقت إلى أن تكتسي الفراخ بما يدفئها من ریش، عندئذ تنضم إلى الذكر في عملية الصيد وجلب الطعام، في هذا الوقت يغلب أن يكون قد بقي قرخ واحد على قيد الحياة، لكنه يكون في نمو سريع ويحتاج إلى الكثير من الطعام.
لطعام الذي يأتي به الأبوان للفراخ النامية هو نفسه الذي يأگلان منه، يتألف طعام أسرة العقبان من طيور الطيهوج والأرانب البرية الجبلية والظباء الفتية والسناجب وحتى العظايا أو السحالي، تحاول العقبان عندما تكون الفراخ صغيرة أن تعود بصيد من الطيور، فلحم الطيور طري يسهل على فراخ العقبان هضمه، نادراً ما تصطاد العقبان الطيور المحلقة، مع أنها تلتقط أحيانا طيهوجاً أول إرتفاع عن الأرض. أما معظم صيدها فيكون من الطيور الجاثمة على الأرض فتفاجئها بالانقضاض عليها .
تنبطح الفراخ في العش بعد أن تأكل فتنام وقد امتلأت حواصلها بالطعام، وتجد الأم عندئد فرصة لتأكل هي نفسها، أو للطيران في الجوار، غير بعيد عن العش، وكثيراً ما تعود حاملة سويقا من الخلنج أو غصيناً مورقاً تضيفه إلى العش، إذا رأيت يوما عقابا يفعل ذلك فهذه علامة أن في العش فراخا.