طائر الواق
إن هذا الطائر نزاع بشكل فريد الى لعبة الغميضة، تلك اللعبة التي يغمض فيها أحد الأطفال عينيه وبعد اعطاء الباقين مهلة كافية للاختباء يمضي للبحث عنهم، ابحثوا عنه إذا كان لديكم متسع من الوقت ولكن لا تستطيعون إكتشافه إلا بشق الأنفس، وبصرف النظر عما يولد في منطقة المستنقعات ويعيش في ربوعها وبالتالي يعرف المخابي التي تكتنفها معرفته لكل ريشة من أرياشه، ان لواقنا الحذر حيلة خاصة به للاختفاء عن انظار الفضوليين .
حينما يسمعكم قادمين نحوه يتجعد ويتمدد كله الى أعلى متصلبا في حالة انتباه حتى يبدو وكأنه قصبة طويلة نحيلة مجففة وإنما لا يظل دائماً منتصباً على هذا النحو حيث إنه إذا تهدده الخطر ينقلب هذا الطائر الى خصم معتد عنيد مستعد للمبارزة بضربات منقاره (حتى أخر ريشة).
الواق كسول وحذر ويقوم بجل نشاطه أثناء ساعات الليل عندما يطلق صرخته المدوية الغريبة الشبيهة بخوار العجل، وهو طائر مربك للغاية اذ انه يفضل في الواقع التنقل فوق اليابسة على مجابهة المسالك الجوية كأن ثقته في مقدرته التنكرية و – عند اللزوم – القتالية ايضا اكبر من ثقته في مواهبه الفطرية .
هل كنتم تعلمون ؟
أن صراخ الواق في الليالي الهادئة يمكن سماعه من مسافة كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات وأنه يعتبر في بعض الجهات نذيرا بالشؤم ؟ وأن لون انثى الواق مماثل تماماً اللون الذكر وذلك خلافاً لما يلاحظ في السواد الأعظم من الطيور .
نرشح لك :
حقائق عن طائر الواق
- إن قوائمه الطويلة تسمح للواق بخوض المياه الضحلة للمستنقعات العائش فيها بصورة رائعة , يطيل – بين الفينة والاخرى – عنقه فجأة لكي يطعن الفريسة بضربة ماكنة من منقارد .
- لدى عودته وحيدا من الصيد يلتقي الواق بثعلب شدید النهم يحاول افتراسه غير ان طائرنا الكبير لا يهن ويأخذ بتصويب سلسلة من ضربات منقاره القوية الى المعتدي الأحمر فيضطره الى الفرار .
- حتی افراخ الواق ميالة غريزيا – مثل ابويها الى التواري عند تعرضها لأي خطر ، انما لون ريشها الفاقع لا يساعدها – لسوء الحظ – على التنكر البيئي .
- مما تتميز به هذه الطيور اتصافها بالغدر والعدوان . اذا يقبض عليها تقتل رفيقاتها الحبيسة معها في القفص . رغم مقدرتها الفائقة على الطيران تتحاشى التحليق على أية حال معتمدة على جناحيها الا وقت الهجرة .
- نظرا لاقتياته بالمسك والجريث يلوث الواق ريشه بمواد دبقة ، لازالة هذه المواد زودد المولى بمخلب خاص على هيئة مشط يظهر صاحبنا في هذه الصورة عاصرا غدته الزيتية الخاصة بريشه .
- اذا فوجىء الواق باقتراب إنسان منه يبسط جناحيه وفيما يظل حذرا ساكنا بين ورق المستنقع يتخذ وضعا دفاعيا مستعدا للضرب بمنقاره .