الديناصورات
قبل ملايين السّنين سادت الأرض حيوانات تعرف بالدّيناصورات. كان العالم عهد ذلك غيره اليوم، ولا بشر فيه، انقرضت الديناصورات منذ أزمانٍ بعيدةٍ، ولكنّا نعرف أنّها عاشت على وجه هذه الأرض ممّا نجده من بقايا عظامها المدفونة في الصّخور. هذه البقايا نسمِّيها الأحافير.
بدأت معرفة الإنسان بالديناصورات قبل حوالي 150 سنة فقط. منذ ذلك الحين اكتشفت في أرجاءٍ كثيرةٍ من العالم عظام لأنواعٍ كثيرةٍ من تلك الحيوانات. يدرس العلماء تلك العظام وتراكيبَها دراسةً دقيقةً يتعرّفون من خلالها أشكال تلك الحيوانات وطرق عيشها.
نقترح عليك أيضاً : معلومات عن الديناصورات
معلومات عن الديناصورات
كلمة دينوصورٍ مُشتقّة من اللّغة اليونانيّة وتعني العظاية الرّهيبة، وقد أعطي كلُّ نوعٍ من الدّيناصورات اسماً علميّاً يميِّزه. في الصورة ترى الزّاحف الضّخم ( الميغالوصور)، من الدّينوصورات أشكال وأحجام كثيرة، فالبرنتوصور كان بطول صفٍّ من خمس سيّاراتٍ، أمّا الكُميسُغْناتُسُ فكان في حجم دجاجةٍ. وكان بعض الديناصورات عاشباً وبعضها لاحماً.
الديناصورات من الزّواحف، وهي في ذلك كالسَّلاحف والأفاعي والعظايا التي تعيش اليوم على سطح الأرض.
تحدّرت الديناصورات من رتبة من الزّواحف تعرف بالسِّنخيّة الأسنان الثّيكودنت التي تحدّرت منها أيضاً الطيور والتّماسيح، وكان بعض هذه الزّواحف ضخماً جدّاً وكانت كلّها لاحمةً.
والدّينوصورات إمّا أنّها كانت من ذوات الدّم الحارِّ، كالطّيور واللّبونات، أو من ذوات الدّم البارد كالسّمك وهو الأرجحُ، فقد كان الزّاحف المدرّع ( السّتيغوصور) مجهّزاً بصفائح ظهريّة يتلقّى عبرها أشعّة الشّمس فيدفأُ.
وكانت الديناصورات بيوضةً، كالطّيور. وكانت البيوضُ توضع بترتيب وعناية في عشٍّ أرضيٍّ في حفرةٍ مكشوفة حتى تفقس وتخرج منها صغار الدّينوصورات.
كانت بعض الديناصورات من ذوات الأربع، مع القدرية أحياناً على الانتصاب على القائمتين الخلفيّتين. وكان بعضها الاخر يمشي على قدمين لقصر القائمتين الأماميّتين نسبيّا. ولعلّه كان قادراً على الجري السّريع نوعاً في ذلك الوضع.
أنواع الديناصورات
وقد كانت بعض الزّواحف مجنّحة قادرة على الطّيران الانزلاقيّ كاليتيروصور، كما كان بعضها الاخر قادراً على السّباحة في الماء كالزواحف السّمكيّ (الإكثيوصور).لكنَّ هذه الزّواحف لم تكن في الواقع من الديناصورات.
لم تكن الديناصورات تعيش دائماً منفردةً. كما الغليظ ( الهادروصور) البطّيُّ الرَّأس، وهو من الدّينوصورات العاشبة، كان يعيش في قطعان كالماشية. وكانت الصّغار تتوسّط القطيع طلباً للحماية.
وكان الزّاحف المغاير (الألّوصور)، وهو دينصوصور لاحم، في ضخامة سيّارة باصٍ يعيش جماعاتٍ فيهاجم الديناصورات الأصغر حجماً ويفترسها. وكان ذا رأس ضخمٍ وفكّين حادّي الأسنان.
كانت الديناصورات العاشبة مهيّأةً لتدافع عن نفسها، وكان للزّاحف المدرّع ( السّتيغوصور) صفّاة من الألواح العظميّة القائمة على طول ظهره، بالإضافة إلى ذيلٍ شوكيّ النّتوءات يضرب به ملوّحاً من جانب إلى اخر.
وكانت ديناصورات أخرى مدرّعة بغطاءٍ من الصّفائح العظميّة. فلا غرابة أن أطلق بعضهم على ( الأنكيلوصور ) الذي ترى صورته في هذه الصّفحة (الدّينوصور الدّبّابة).
الياكيسيفالوصور هو الدّينوصور الثّخين الرّأس ذلك أنّ جمجمته كانت سميكةً جدّاَ. ولعلّ الذّكور المتنافسة منه كانت تتناطح بالرّأس حين تتعارك.
والبطّيّ المنقار نوع الديناصورات ذو فكّين عريضين خاليين من الأسنان أشبه بمنقار البطِّ. وكانت بطّيّة المنقار حيوانات ضخمةً عاشبة مسالمةً.
كان للياراصورولوفس، وهو من الديناصورات البطّيّة المنقار، عرف في قمّة رأسه. ولا يعلم أحد على وجه اليقين ما كانت فائدة ذلك العرف.
وكان محاكي الطّير ( الأُورنيثوميمس) دينوصوراً أشبه بالنّعامة، فقد كان خفيف البنية سريع العدو عديم الأسنان حادّ البصر، ولعلّه كان يعتاش يسلب البيض أو يأكل الفضلات.
ولًرُبَّما كان الزّاحف الأعظم السّويرصور أضخم حيوانٍ عاش على وجه الأرض. ولعلّه كان أطول من الحوت الأزرق العملاق الّذي هو أضخم حيوانٍ يعيش في بحرنا اليوم.
وكان الزاحف شبيه الطّير ( السورورنيثويدس) سريع الجري جدّا. ولعلّه كان، بفضل اتساع عينيه وخفّة حركته، قادراً على الصّيد المسائيِّ واقتناص اللّبونات الصّغير.
ومن الديناصورات ما كان ثقيل الجسم جدّاً بحيث لم تكن قوائمه قادرةً على حمله، فعاش في الماء كما يعيش فرس النّهر اليوم.
للزّاحف العدّاء ( الدّروميوصوريد) مخالب حادّة في قائمتيه الخلفيّتين كان يستخدمها في الهجوم على الديناصورات الأخرى لافتراسها، والدّروميوصوريد هو من الدّينوصورات اللاّحمة.
كانت الديناصورات تنشط نهاراً، ولم تكن اللّبونات الأولى التّي عاصرتها قادرةً على منافستها، ولكن هذه المخلوقات الزّبابيّة الصّغيرة الشّبيهة بالفأر كانت تخرج ليلاً بحثاً عن الطّعام.
في ذلك الزّمان أيضاً ظهرت الطّيور الاولى المسمّاة (الأركيويتيركس)، أي الطّائر القديم. وكان الأركيويتيركس مريشاً عديم المنقار ذا فكّين مسنّنين وذنب عظميّ كالزواحف.
كيف انقرضت الديناصورات عن الأرض؟
انقرضت الدّيناصورات قبل ملايين السّنين لأسباب نجهلها، فلربّما أنّ نيزكاً هائلاً اصطدم بالأرض، فحجب الغبار النّاتج أشعّة الشمس لفترة طويلةٍ هبطت فيها درجة حرارة الأرض هبوطاً شديداً قاتلاً.
أو لعلّ نجماً انفجر في الفضاء فاجتاحت الأرض من جرّاء ذلك الأنفجار إشعاعات قاتلة قضت على الدّيناصورات لكن ما من أحد يعرف على وجه اليقين لماذا انقرضت الديناصورات.
في عالمنا اليوم زواحف كثيرة تشبه دينوصوراتٍ بعبنها إلاّ أنّها لا تقاربها حجما، فالتّمساح الّذي تراه في الصورة يبلغ طوله خمسة أمتارٍ، أمّا شبيهه الدّينوصوريُّ ( الدِّيلودوكس ) فقد كان أطول من ذلك بستِّ مرّاتٍ.
هل تعلم عن الديناصورات؟ …
- ربّما كان وزن الزّاحف الطّويل الذّرعيم ( البراكيوصور)، وهو واحد من أضخم الدّيتوصورات، يبلغ وزنه عشرين فيلاً إفريقيّا مجتمعة، أي نحو 116 طنّاً.
- وجدت في التّجويف البطنيّ لبعض الديناصورات العاشبة حجارة كبيرة ملساءُ، لعلّها كانت تساعد الحيوان على هضم طعامه.
- عاشت الديناصورات على وجه الأرض في الأزمان الممتدّة بين ما قبل 200 مليون و65 مليون سنة. فسادت الأرض نحواً من 135 مليون سنة، أمّا الجنس البشريّ فقد بدأ حياته على وجه الأرض منذ ما يقل عن مليون سنة فقط.
- إنّ عمر العالم الّذي نعيش فيه يبلغ نحواً من أربعة ملياراتٍ ونصف المليار سنة.
- ربّما كان الزّاحف المدرّع ( السّتيغوصور) يبلغ الطّنين وزناً، لكنّ دماغه كان في حجم بيضة الحمام.
- كانت جمجُمة الزّاحف الجبّار ( التّيرانوصور ) تبلغ 1,2 مترً على الأقلِّ، وكان له أسنان حادّة منشاريّة، لا يقلّ طول الواحد منها عن 18 سنتيمتراً.