العظاية العمياء
إن أمر هذه الدويبة المظلومة لمحزن حقاً، إن مجرد رؤيتها تثير الخوف والاشمئزاز في الإنسان الذي كثيراً ما يهم بقتلها إعتقاداً منه أنّها حية، وفي الحقيقة والواقع أنّها ليست إلا سحلية عديمة القوائم (التي كانت تتمتع بها أسلافها الافا عديدة من السنين الخالیات).
العظاية العمياء كائن غير ضار بل مفيد جداً في بساتيننا التي يطهرها من الطفيليات، وكالمعتاد، بدلاً من مكافأة هذه الدويبة نقوم بمعاقبتها وذلك تماماً كما لو أعطينا التلميذ مجتهد متفوق في الدراسة صحيفة مليئة بالاصفار مع وابل من الضربات، فتداركاً منا لللأمر وانصافاً لهذه الزاحفة المغبونة لنحاول تحسین معرفتنا وعلاقتنا بها، يبلغ طول العظاية العمياء حوالي الثلاثين سنتمترا ينوب الذنب منها أكثر من النصف. أما الوان هذه الدويبة فمتنوعة اذ تتراوح بين البني الداكن والرمادي والمصفر، وتتميز عن الحية بأن زود الله عينيها بجفنين .
ورغما عن أنها تتمتع بجودة النظر فقد أعتقدت ولقبت بالعمياء : فما أكبر ظلم الانسان في حق هذه الدويبة المسكينة اعتادت عظايتنا ملازمة جحرها عند اشتداد الحر في وسط النهار، وحالما يأخذ الجو في البرودة تزحف خارج بيتها سعيا وراء ما تقتات به، في حالة تعرضها لخطر القبض عليها إذا أمسكها أحد من ذنبها لاذت بالفرار تاركة ذنبها في الموقع حيث سرعان ما ينبت وينمو طويلا كما كان .
هل كنتم تعلمون ؟
أن العظاية العمياء عاجزة عن التسلق، وأنها يمكن أن تعيش عشرات السنين حتى ولو كانت حبيسة في حوزة الإنسان .
⇐ نرشح لك:
حقائق عن العظاية العمياء
- ما أبرد الجو! لقد حان فصل الشتاء، تغوص عظايتنا العمياء في التربة وتقبع ملتوية على نفسها غاطة في سبات عميق، إن لها صديقا حميماً تتعانق معه معانقة شديدة ويستغرق كلاهما معا في نوم طويل يدوم ما لا يقل عن أربعة أو خمسة أشهر .
- بحلول الربيع تعود الى الهواء الطلق هزيلة نحيلة جائعة، إن بزاقة صغيرة تشكل الطبق المفضل لدى العظاية العمياء بتصويب عضات معدودة إلى عنق الفريسة تحضير وجبة الغذاء. اللقبض على فرائسها المألوفة الأخرى تستعمل صاحبتنا ذلك السم الذي في متناولها والذي هو على أية حال ، غير مؤذ للانسان .
- تتم تسوية المنازعات الغرامية بين الذكران .. بالعض، الأمر الذي يسفر عن الجراح وبتر الأذناب، أتريدون التعرف عن غاو ؟ عدوا كم على جسده من آثار الجروح والقروح ولاحظوا باكبار فقدان ذيله الخلفي .
- بعد قهر خصمه يحظى الفائز بعظاته الجميلة. عندنا نحن بني البشر يدخل العريس البيت قابضا بذراعه على ذراع عروسه واما في عرف هذه الزواحف فيحمل العريس عروسه بين فكي فمه، ينجب كل زوجين من هذه الدويبات ما بين الستة والتسعة عشر فرخا، يظهر في الدائرة اعلاه مولود ملفوفا في غشائه .
- لا تخشى بطلتنا الارتماء والسباحة في الماء حيث تتحرك متعرجة بسرعة، وإنما لا تستطيع المقاومة طويلا في هذا العنصر الذي يكاد يكون غريبا عنها، لذلك إن تأخرت عن بلوغ الشاطيء تعرضت للغرق .
- ها هي طريقة عملية وسريعة لخلع الثياب عندما تبلغ هذه مبلغها من الاهتراء، بالاحتكاك بين حجرين تتخلص هذه الدويبة من ثوبها القديم الذي يتسلب منه بكامله ويبدو تحته ثوب جديد تماما .
- يتكون النظام الغذائي لعظايتنا من مجموعة من الأغدية المتنوعة والتي تتكون من الديدان والعناكب والبزقات.
