مساكن الحيوانات
تحتاج معظم الحيوانات إلى مساكن أو مآوِ لتؤوي صغارها وحسب، تبني الطيور الأعشاش وتبحث أنثى الدب عن عرين بينما تأوي الثعلبة إلى جحر، وتعيش بعض الحيوانات الاجتماعية في مستعمرات واسعة تستعمل لأجيال عدة، قد يكون موطن المستعمرة كبير الحجم كمستوطنة كلاب المروج أو عش النمل الأبيض ( عش الأرضة)، أما الحيوانات التي تصطاد وترعى، فمعظمها لا يملك مأوى ثابتاً بل هو يطوف الحوزات بحثاً عن غذاء، وقد يدافع كل فرد (أو مجموعة) بضراوة عن حوزته أمام هجمات المنافسين من النوع عينه.
يعشش الوروار القرمزي، وهو طائر إفريقيّ قريب للرفراف (القاوند: القرلی)، في ثقوب على ضفاف الأنهر، يحمي العش الصغار إلى أن تصبح كبيرة وتغدو قادرة على الطيران، تتنوع أعشاش الطيور من هیکلیات معقدة منسوجة أو هيكليات طينية إلى ثقوب أو مراقد بسيطة في الأرض.
تنشط معظم الخفافيش في الليل، أما في النهار، فتختبئ في الكهوف أو الأشجار أو سطوح الأبنية أو أقبيتها، قد تجثم أعداد كبيرة معا، فتتدلى رأساً على عقب من قوائمها وتتلاصق بحثاً عن الدفء.
عنكبوت الماء هو العنكبوت الوحيد الذي يستطيع العيش تحت الماء، فهو يبني (غرفة غوص) من الحرير، تمتلئ بفقاعات الهواء التي تحمل من السطح، يعيش العنكبوت داخل هذه الغرفة الملأى بالهواء وفيها يتزاوج ويضع بيوضه.
مأوى القُنْدُس
يبني القندس مسكنه على هيئة جزر في الأنهر، ويستعمل أسناناً شبيهة بالإزميل ومخالب قوية البناء سد من جذوع الشجر. يشكل السد بركة يبني فيها مأواه، وهو كومة من العيدان والطين ذات غرف داخلية يابسة ومداخل تحت الماء.
مستوطنة كلاب المروج
كلاب المروج قوارض حافرة للجحور في الأراضي العشبية في أمريكا الشمالية، وقد تعيش المئات معاً في مستعمرة أو مستوطنة، تحفر المجموعات العائلية جحوراً في الأرض يصل عمقها إلى 5 أمتار، ويبقى حراس فوق الأرض للتنبّه من الضواري.
عش النمل الأبيض
يملك النمل الأبيض (الأرض) المآوي الأكثر إثارة للذهول؛ إذ تبني هذه الحشرات الاجتماعية أكواماً من الطين يصل علوها إلى 9 أمتار، لبعض أعشاش النمل الأبيض سطوح منحدرة الصرف مياه المطر، يرصف النمل الأبيض البوصليّ الأستراليّ أعشاشه الضيّقة من الشمال إلى الجنوب لتفادي التعرض المفرط للشمس الحارقة.
الحوزة (الحمى)
للكثير من الحيوانات حوزة (موطن) خاصة بها، وهي تحارب منافسيها دفاعاً عن منطقة على درجة من الاتساع تكفي لتزويد ساكنيها بالغذاء والمأوى وفسحة التزاوج، ويتم احترام حدود الحوزات؛ فالأرنب تتراجع، حتى عندما تتعرض للمطاردة ، إذا وصلت إلى حوزة ممنوع دخولها.
الأمن في الجماعة
يعيش الكثير من الحيوانات الرعوية (البقر، الأغنام، الأيائل، الظباء، الخيول) في قطعان تضم أحيانا المئات.
تُشكل الأيائل مجموعات من الإناث والصغار يقود كلا منها ذكر قويّ، للعيش في قطعان فوائد؛ فكل حيوان هو رقيب ومنذر بالخطر، وغالباً ما تدافع الحيوانات الأقوى عن القطيع، وقد تساعد الإناث بعضها بعضا فيما يخص الصغار، وعندما يكون الحيوان فرداً من مجموعة، تتضاءل فرص الضواري (الحيوانات المفترسة) باستفراده لمهاجمته وتتعزز فرصه بالهروب في جو الإرباك الذي يصحب فرار القطيع.