الطائر الزقزاق
تنفذ الطيور كل يوم عشرات الاشارات المختلفة للاتصال ببنات نوعها وبالحيوانات الاخرى أيضاً، وهذه الأخيرة بدورها، على النداء ملتجئة الى نظام مواصلات هو في الغالب أكثر كفاءة من النظام الذي يستخدمه الانسان، فضلاً عن الاشارات الرخيمة تستعمل الطيور الاشارات التشكيلية أو بالاحرى الحركات البهلوانية .
تغير الطيور في بعض الأحوال ريشها حيث ترتدي ثيابا خاصة لاستقطاب انتباه اناثها أو لمجرد التبرج، ان الزقزاق أحد هذه الطيور الممثلة البارعة وهو ايضا من القواطع اذ يظهر كل عام بانتظام في المناطق المستنقعية بأوروبا . من أجل الحفاظ على النسل يتأنق الزقزاق متباهيا بخلعته البهية التي يتألق عليها طوق كبير من الارياش الغريبة . ولكي يزداد شهرة ينزل الى ساحة القتال ليبارز الذكور الأخرى الواحد تلو الاخر في عشرات المقابلات الدامية ان كل ذلك محض تمثيل بالطبع ولكن يا له من شغل شاق من أجل تكوين أسرة !
هل كنتم تعلمون ؟
أنه ضمن مائة من صغار ذكور الزقزاق لا يوجد إثنان ريشهما ملون بنفس اللون .. وأن منقارها الطويل اللين يمكن أن يلتوي أثناء المنازلات ويبقى بالتالي مشود الشكل .. وأن قوما من سكان سيبيريا يقلدون في إحدی رقصاتهم حركات هذا الطائر .
حقائق عن طائر الزقزاق
- بعد رحلة طويلة من افريقيا تصل طيور الزقزاق الى بلاد زهر الخزامي والطواحين الهوائية وفاء بميعادها الربيعي ، بعد بضعة أيام ترتدي ثوب المبارزة وتنزل الى الميدان .
- إن الذريعة التي تتخذ لهذه المعارك ليست الظفر بألباب الإناث فحسب لأن طيورنا في الحقيقة مدمنة على تعدد الزوجات، إنها تتقاتل من أجل دودة أو خنفساء أو رقعة زهيدة من الارض .
- تتقاتل فترة من الوقت تخلد بعدها الى الراحة ثم تستأنف المبارزة، تقف الإناث أحيانا على انفراد وفي غير اكتراث لتشاهد مجرى المعارك متظاهرة بعدم اهتمامها بنتيجة القتال .
- تختار الطيور ساحة مناسبة تكاد تكون دوما بموقع ندي وتبدأ الأفراد المتنافسة معاركها الطاحنة في اية ساعة من ساعات النهار حيث يهاجم أحدها خصمه ببسالة الأبطال .
- یدنو الفائز من الغانيات التي تلمس اجرحها بمنقارها طوق البطل الذي ينحني بين يديها يدوم هذا التالف فترة وجيزة لان الزقزاق جد متقلب ولا يستقر على حال .
- تقوم إناث الزقزاق وحدها ببناء اعشاشها وتضع اربع بيضات، وكأمهات حنونات تقوم برعاية الفراخ،بينما لا تهتم الأباء بصغارها اذ تظل تحول وتضور في الحقول وفق هواها.