إن الكلمة التترية (ماموث) تعني ابن الأرض والماموث أو البهموث إسمه العلمي: (Mammuthus) هو نوع من الثدييات من عائلة الفيلة، كان دا جثة ضخمة وعملاقة وهو من الحيوانات التي عاشت في العصور القديمة وقد عاش في أوروبا الوسطى وانقرض منذ مليون عام تقريباً، يصل طوله نحو 4,5 أمتار إلى كتفيه، أي طول ما يعادل ثلاثة أشخاص بالغين. وكان يتميز بأنياب طويلة ومعقوفة وشعر بري، ووفقاً للمؤرخين فإنّه قد عاصر إنسان ما قبل التاريخ, تعرف على معلومات عن حيوان الماموث في هذا الموضوع .
معلومات عن حيوان الماموث
كان الماموث الإمبراطور، الذي يبلغ إرتفاعه أربعة أمتار وطول أنيابه خمسة أمتار، يعيش في مروج أميركا الشمالية، وكان ابن عمه ماموث سيبيريا يرتدي فرواً سميكاً يقيه من البرد.
وقد عثر على نماذج كاملة أثناء القيام بأعمال الحفريات لأول جثة تعود لهذا الحيوان الشبيه بالفيل عند مصب نهر لينا شمال سيبيريا، وقد كانت الجثة سليمة تماماً بأنيابه المقوسة وشعره الكثيف الذي يغطي جثثه الضخمة وفي بعض الحالات عثر على آثار وجبته الأخيرة من الأوراق والبراعم في معدته. دون تحلل والتي بقيت هكذا عشرين ألف سنة فقد كانت محفوظة في الجليد في حالة جيدة لدرجة، أن لحومها قد قدمت طعاماً للكلاب وأكثر من ذلك صنع منها غذاء أكله العلماء الروس في وليمة شهية، ويعود تاريخ هذا الإكتشاف إلى سنة 1798م ويعتقد أنه عاش مع السميلودون “النمر السيفي” العملاق .
كان أول عالِم وصف حيوان الماموث الصوفي هو العالم الألماني المسمى “جوان فريدريك بلومنباخ” سنة 1799، الذي أطلق عليه اسم علمي (Elephas primigenius) وهو مثل فيل العظام الموجود في القارة الأوروبية، ويقول كل من بلومينباخ وجورج كوفييه وهما عالمين كبيرين من فرنسا بشكل مستقل أن العظام الموجودة في أوروبا تنتمي إلى أنواع منقرضة من الثدييات الصوفية العملاقة، التي كانت تعتبر في الماضي نوعًا متميزًا، وفيما بعد سمي باسم (Mammuthus primigenius).
حياة الماموث
عاش الماموث الصوفي على التراسات الجليدية التي كانت مغطاة بالثلوج في فصل الشتاء وكان عليه أن يقوم بحفر الجليد بأنيابه حتى يستطيع الوصول إلى الأعشاب والنباتات التي كان يتغذى عليها . وكانت تنضم إلى قطعان هذا الحيوان حيوانات الخرتيت الصوفية أو ما يعرف بوحيد القرن، الذي كان جسمه مغطى بفراء سميك، والذي يبلغ ارتفاعه ستة أقدام وارتفاعه ثلاثة أمتار ونصف. في الوقت نفسه، شارك هذا الحيوان الأخير الماموث في أنواع الطعام التي يفضلها.
اعتاد الرجل البدائي اصطياد الماموث، الذي كان في بعض الحالات بارتفاع أربعة أمتار وطول ثلاثة أمتار. كان الصيادون يدفعون الماموث إلى الأرض الموحلة التي كان يتعثر فيها أو إلى حفر كبيرة مموهة حيث يقتلونه بالحجارة أو الرماح ذات الأطراف السامة. لأن هذا الحيوان كان يمثل بالنسبة إلى الانسان البدائي مخزوناً كبيراً من الطعام، وكان الإنسان البدائي يستخدم الحيوان كله بشكل جيد، وكانت العظام والجلد تستخدم في صنع الخيام.
حتى وقت قريب، كانت تجارة أنياب الماموث الصوفي تحظى بشعبية كبيرة وسكان سيبيريا يمارسونها سنة 250 قبل الميلاد، تم تباع هذه الأنياب إلى الصينيين الذين كانوا يصنعون منها أدواتهم العلاجية الأنيقة الخاصة بهم. وفي زمن القياصرة، كانت الاكتشافات كثيرة لدرجة أن تجارة العاج كانت واحدة من الحرف التي تسيطر عليها الدولة وكان وزن بعض الأنياب بحجم 80 كجم.
تطوّر الماموث
ينتمي الماموث الصوفي إلى نوع من الأجداد يدعى “Mammuthus africanavus”، وقد عاش هذا النوع في القارة الإفريقية قبل أن يختفي قبل ما يقرب من أربعة ملايين سنة. وقد انتقلت سلالة الماموث الصوفي العملاقة إلى الشمال، وعشت في نهاية المطاف في أوراسيا.
في بداية العصر الجليدي الأول، أي قبل ما يقارب مليون وثمانمئة ألف سنة إستفاد الماموث الجنوبي (Mammuthus meridionalis) من منسوب المياه المنخفض (أثناء العصر الجليدي) ونتقل إلى أمريكا الشمالية عن طريق نهر جليديّ مؤقت مضيق بيرينغ، بعد ذلك بدأ الماموث الجنوبي في الإنتشار على طوال أمريكا الشماليّة. وخلال العصر الجليدي الأوسط بدأت أنواع جديدة من الماموث في الظهور وهذا النوع هو الماموث الإمبراطوري (Mammuthus imperator)، في نهاية العصر الجليدي منذ حوالي 110,000 إلى 10,000 عام. ظهر الماموث الكولومبي (Mammuthus columbi).
رجوعاً إلى أوراسيا التي تضم قارتي أوروبا وآسيا. ظهرت عليها أنواع جديدة من سلالة الماموث، وهذا النوع هو ماموث السهوب (Mammoths Armeniacus) الذي كان على قيد الحياة قبل ما يقارب 200 مليون سنة، وفي وقت لاحق في العصر الجليدي، قد ظهر نوع جديد وهو الماموث الصوفي (Mammuthus primigenius) وقد كان أصغر جيل من الماموث عاش على كوكبنا.
أسباب انقراض حيوان الماموث
هناك الكثير من النظريات التي تفسر اختفاء الماموث عن كوكب الأرض ومن أهم تلك النظريات:
يعتقد الكثير من العلماء أن سبب انقراض حيوان الماموث العملاق يعود إلى المناخ والصيد المفرط من قبل إنسان ما قبل التاريخ والمرض، أو كل هذه الأسباب المذكورة.
ربما يكون هذا الحيوان لقي حتفه بسبب السقوط في الشقوق والتصدعات أو عند وصول موجة برد مفاجئة.
ولذلك فان الماموث هو الحيوان الذي نعرف عنه الكثير لأنه عاش في أوربا وآسيا ثم في أمريكا خلال فترة قريبة نسبياً في نهاية العصر البليستوسيني وقد كان هذا الحيوان معاصراً للإنسان الأول الذي كان يصطاده بلا رحمة ليتغذى على لحه.
الحمل والولادة عند الماموث
وفقاً لدراسات أجريت على إبن عم الماموث الأفيال الحديثة، يعتقد بعض العلماء أن فترة الحمل لدى الماموث الصوفي العملاق تقدر بنحو 22 شهراً. وكان صغير الماموث مع أمه يرضع من ثديها وفطم عندما بدأ بأكل النباتات والأوراق.
صفات الماموث
بما أن الماموث كان يمتلك صفات مشابهة للفيلة، يجدر بنا أن نذكر لكم الحقائق الغذائية للفيلة وهي كالتالي :-
- تقضي الأفيال معظم وقتها في البحث عن الطعام ما يقارب 18 ساعة يوميًا.
- تشرب الفيلة ما يقارب 38 غالون (150 لترا) من الماء يوميا.
- تستهلك الفيلة ما يقارب 500 جنيه استرليني (70-300 كيلوغرام) من الطعام بشكل يومي.
- تنتج الفيلة كمية كبيرة من الروث والفضلات والمشبعة بالبروتينات ما بين 350 جنيه استرليني (150 كيلوغرام) يومياً.
بما أن الماموث الصوفي أكبر جثة من إبن عمه الفيل، يمكنك القول أن هذه الأرقام قد تكون أكبر بالنسبة للماموث العملاق.
الفرق بين الماموث والفيل
لقد كان الماموث الصوفي العملاق يتميز بشعر طويل يغطي جثته بالكامل، وهذا الشعر جعل منه أكثر الحيوانات مقاومة لدرجات حرارة منخفضة، لذلك فمعظم شرائح أو سلالات الماموث قد عاشت في المناطق الباردة أو المجمدة شمال العالم.
يقول العلماء إن الماموث قد انتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم خلال العصر الجليدي ، وهو ما يفسر وجود الأحافير في المناطق شبه الاستوائية. حيث تم العثور على بعض الحفريات في شمال سيبيريا وأيضاً في جنوب الولايات المتحدة كما ذكرنا سابقاً. أما عن الفيل الحالي بجميع أنواعه لا يوجد لديه فرو يحميه من البرد لذا يستقر وغالبا ما يعيش في المناطق الحارة الاستوائية وشبه الاستوائية.
بالإضافة إلى هذا الفرق، كان الماموث دا جثة كبيرًا جدًا حيث كان ضعف حجم الفيل الحالي وبطول ٤ أمتار تقريباً. كما أنه كان يتميز بتوفره على حدبة كبيرة وواضحة خلف رقبته، وكان دا آذان صغيرتان مقارنة بالفيل الحالي.
غذاء الماموث
كان الماموث العملاق حيوانًا بريًا متوحشاً وقد كان يسيطر بشكل كبير على المناطق التي كان يعيش فيها، وقد كانت حيوانات بطيئة جداً. وقد سهلت العديد من الحفريات التي تم الحصول عليها من قبل العلماء والعينات المجمدة المحفوظة في جليد سيبيريا ساهمت بشكل كبير في تحديد نوع الغذاء الذي تغذى عليه هذا الحيوان العملاق.حيث عثر كما ذكرنا في البداية على آثار وجبته الأخيرة وهي مكونة من الأوراق والبراعم، فنتيجة فحص أمعائه إكتشف العلماء أنه كان حيوان نباتي يتغذى على الأعشاب والأوراق والنباتات المختلفة.
أنواع الماموث
- الماموث الجنوبي (Mammoths Meridionalis)
- الماموث الصوفي (Mammoths Primigenius)
- ماموث السهوب (Mammoths Armeniacus)
- الماموث الكولومبي (Mammuthus columbi)
- ماموث الإمبراطور (Mammuthus imperator)
- الماموث الأمريكي (American Mammoth)
عمر الماموث
غالبًا ما يرتبط عمر الثدييات بحجمها، حيث يعتقد أنه كلما كان حجم الثدييات كبراً عاشت لمدة أطول كما هو الحال مع الفيل الحالي، الذي يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 60 عامًا حسب علماء الأحياء، وكما يعتقدون أيضاً أن إبن عمه الماموث الصوفي قد عاش لفترة مماثلة لفيلنا الحالي.
ويمكن لعلماء الأحياء الآن تحديد عمر أي ماموث جديد يتم العثور عليه، عن طريق حسب عدد من الحلقات في أنيابه الطويلة بعد أن يتم قطع هذه الأنياب عرضيًا.