الدلفين من الحيوانات الثديية التي تجمعها قرابة مع خنازير البحر والحيتان، ويعد هذا الحيوان من أذكى الحيوانات البحرية، فنجد منه ما يقارب إلى أربيعن نوع منه، وهو منتشر في جميع بحار العالم .
هل الدلفين مهدد بالإنقراض؟
لعل الدولفين هو أقرب حيوانات البحر إلى قلب الإنسان، وحسبنا أنه الوحيد بين تلك الحيوانات جميعا الذي يبادر إلى نجدة وإرشاد الملاحين وهم في عرض البحر، من هنا كان الضرر الذي قد يتعرض له الدولفين باعثا على استياء الإنسان، لاسيما إذا كان ذلك الضرر من صنع الإنسان نفسه .
أما المكان فليس سوى حوض البحر الأبيض المتوسط، فقد عثروا على جثث الدلافين ملقاة على أحد شواطئ إسبانيا، وقل مثل ذلك في شواطي فرنسا وكانت كمية الجثث هنا وهناك أكثر بكثير مما يسمح باعتبار الظاهرة ظاهرة بيئية عادية، فقد أحصوا على الشواطئ الفرنسية (50) جثة في غضون أسبوعين فقط، ولو كانت ظاهرة عادية ما جاوز المجموع 50 جثة في السنة كلها، كذلك بلغ عدد الجثث التي أحصوها على الشواطئ الإسبانية (200) جثة خلال ثلاثة شهور، أي (20) ضعف الكمية السرية في الحالات العادية .
ولكن ما هي العوامل التي تسببت في هذه الكارثة ؟ ما هي الأسباب التي أدت إلى موت الدلافين على هذا النطاق الواسع ؟! .
وما أسرع ما أثبتت التحاليل المخبرية أن فيروس موربیللی MORBILLI هو السبب والفيروس المذكور شبيه بالفيروس الذي تفشى في حيوان الفقمة في بحر الشمال عام 1988، والذي قضى على 200000 رأس من ذلك الحيوان .
وتساءل العلماء بعد ذلك، كيف تفشّى ذلك الفيروس، ولماذا ؟ .. ولم يمض وقت طويل حتى أثبت لهم تشريح بعض الجثث أن سبب الموت هو المعادن والمواد الكيمياوية السامة التي وجدوها متخلخلة في أنسجة تلك الجثث، فمن شأن هذه المواد وتلك أن تضعف جهاز المناعة في الدولفين بحيث يصبح هدفا سهلا لفيروس الوربیللی .
ومعنى هذا أن الإنسان هو المسئول عن كارثة الدولفين بقدر ما يعتبر مسئولاً عن التلوث البالغ الذي حل بالبحر المتوسط منذ حين .