النمل
النمل هو من أصغر الكائنات الحية في عالم الحشرات والتي تنتمي إلى فصيلة النمليات وهو من الحشرات الإجتماعية، وللنمل العديد من الانواع حيت يختلف كل نوع عن الاخر من نحية الشكل واللون، وقد تم الكشف عن حوالي 12.500 نوع من النمل من اصل 22 الف نوع.
معلومات عن النمل
كثيراً ما نعثر في الغابات الصنوبرية على كوم كبيرة من الابر يبلغ إرتفاعها نحو 70 سنتمتر واتساعها نحو المتر، فمثل هذه الكوم هي مساكن للنمل الغابي الأحمر، في الصيف يسرح العمل من هذه التلال المحلية في كل الاتجاهات، بينما تعود إليها مجموعات أخرى من النمل حاملة شيئا ما قد يكون حشرة ميتة أو بزرة طعاماً لها أو ابرة صنوبرية، أو قضيبا صغيراً لبناء «البيت»، وقد نرى ريشة كبيرة تتحرك على الأرض ببطء، كأنما تحركها أيد غير منظورة، لكننا إذا نظرنا في عناية رأينا نملات كثيرة تجرها، حتى اننا قد نرى نملة تسرع إلى خارج البيت، لملاقاة نملتين أو ثلاث نملات في صراع مع قشة صغيرة، وتقف النملة وتمس النملات الأخرى بزبانياتها، وتنظر إلى القشة ثم تتحول إلى مساعدتها في جر الحمل .
سلوك النمل
نقول أن النمال حشرات اجتماعية لانها تعمل متعاونة، كالكثير من النحل والزنابير. والنمال العاملات التي كنا نتكلم عنها هي النمال التي تبحث عن الطعام وعن مواد للبناء، ومن مهماتها أيضا الدفاع عن «البيت»، والنمال تعرف رفيقاتها في المجموعة بسبب رائحتها، وهي دائما تسير في خط مستقيم، تاركة أثر من رائحتها يمكن للنمال الأخرى أن تتبعه، أما النمال التي تخص بمجموعات أخرى، ولا تعرف الرائحة الصحيحة فتصد بشراسة .
كان حطاب ذات مرة يقطع نبتة سرخس طويلة في طرف غابة حين اصابت منجله كومة بنتها النمال، ولم ير ماذا فعل حتى وجد افواج من المال تسرح على ساقيه، وامتلأ الهواء بغاز لاذع مما سبب له سعالا، كانت النملات العاملات تتعاون لطرد العدو، واضطر الحطاب بالفعل ان يفر بعيدا عن الكومة، ولو أنه عاد بعد ما صفا الهواء، لرأى حول قمة الكومة المهدومة صفوفاً من نمال ادارت وجوهها إلى الداخل وقلبت امعاءها إلى تحت أجسامها وهي تبخ النمليك (الفورميك )، لقد كان انتشار هذا الغاز هو الذي سبب السعال للحطاب .
صفات النمل
في داخل وكر النمل نشاط واسع مستمر طيلة الوقت، فالملكة التي تحكم الوكر تنفق وقتها کله لوضع البيض، وتعني العاملات بهذا البيض إلى أن تفقس دويدات أو يرقانات بيضاء، وتظل العاملات منهمکات باستمرار، فهي تطعم الدويدات إلى أن تتحول إلى زيزان، ثم عليها عند ارتفاع حرارة الهواء في الخارج أن ترفع البيض والدويدات والزيزان إلى أعلى لتقترب من الدفء، أو ان تنزلها في الوكر عند انخفاض الحرارة لوقايتها من البرد الشديد، والنمال لا تضع بيضها في اوكار ثابتة كما يفعل النحل والزنابير، ولذلك يسهل انتقالها من مكان إلى آخر .
في الصيف ، في يوم شديد الدفء والرطوبة، تخرج الملكات والذكور الصغيرة التي فقست لاول مرة من الوكر ، فهذا يوم زواجها، وهي تختلف عن العاملات في أن لها أجنحة ترتفع بها في الهواء حيث تتزاوج ثم تعود الملكات إلى الأرض، أما الذكور فتبقى طائرة في الجو الى أن تتعب وتموت، ولدى العودة إلى الأرض تقطع الملكات أجنحتها أو تبریها حكاً، ثم تبحث عن شق أو ثقب في الأرض وتزحف إليه، لتبدأ بوضع البيض، عليها آن تعنى بالمجموعة الأولى من اليرقانات التي فقست، الا انه لا يبقى عليها ما تفعله غير وضع البيض بعد أن تنمو هذه المجموعة الأولى وتتحول إلى عاملات، وتحل ملكات بعض أنواع النمل مشكلة البدء بمجموعتها الأولى باختطاف بعض الزيزان من مجموعة نملة سوداء أصغر منها حجما، وبنقلها إلى وكرها ، ويكون على هذا الرقيق، ان يقوم بالأعمال اللازمة للمجموعة ريثما تنمو يرقاناتها وتصبح عاملات .
اين يعيش النمل
للغالبية العظمى من النمال وكرها هو موطنها، وقد يكون تحت الأرض تماماً أو عند كومة من تراب جمعتها النمال فوق الأرض، وفي البلدان الحارة نمال تصنع أوکارها من أوراق الشجر، أذ تلصقها بعضها ببعض تحریر تجلبه من دويدات، کدويدات الحرير .
تأكل النمال أنواعا مختلفة من الطعام، فتنال الحصاد في أميركا الشمالية تأكل الحشرات حين تستطيع ذلك، لكنها تعمد أيضاً إلى اختزان بزور النباتات المتنوعة لتأكلها حين ينعدم أي طعام آخر، وفي اميركا الجنوبية نمال بستانية رائعة تسمى الاتاس، تمضغ أوراق النبات وتحولها إلى كتل ورقية ينمو عليها الفطر في شقوق في التربة، ويكون هذا الفطر طعام لها و لِدويْدَاتها معاً .
للتعرف أكثر على بيوت النمل أقترح عليك موضوع : بيت النمل ومن ماذا يتكون
والنمال على أنواعها تحب الأشياء الحلوة، وإذا راقبت نبتة عليها ذباب أخضر وجدت النمال تسرح بينها حين ذاك تقوم النمال بعملية امتصاص سائل حلو يفرزه الذباب الأخضر من جسمه، وللكثير من أنواع الأساريع غدد عسلية في أجسامها، وفي بعض الأحيان تحمي النمال هذه الأساريع «للرضاع » منها، والمال تبحث عن يسروع الفراشة الزرقاء الكبيرة وتنقله إلى وكرها حيث تحتفظ به، وتقوم النملات العاملات بإطعامه دویدات نملية لامتصاص عسله، ويتحول هذا اليسروع إلى زيز ويبقى في وكر النمل طيلة الشتاء إلى أن يتحول إلى فراشة في الربيع .
في أفريقيا نمل زحاف يقضي حياته كلها تقريبا في صفوف طويلة تضم الألوف من النمال، وهذه النمال عمياء كلياً لكنها تبقى معاً بواسطة حاسة الشم، وهي تأكل اللحوم وتفترس أي حشرة أو أي حيوان صغير يقع في طريقها، وقد عرف عنها أنها تغلبت على حيوانات أكبر منها بسبب كثرتها العددية .