-

حمام زاجل: تاريخ وتربية وفوائد مذهلة

(اخر تعديل 2024-09-10 00:35:39 )

الشكل الخارجي للحمام الزاجل

تُعتبر الحمام الزاجل من الطيور الفريدة التي تثير اهتمام الكثيرين. يتميز هذا النوع من الحمام بقوة بنيته، حيث يمتلك جناحين عريضين وصدرًا مرتفعًا، مما يجعله طائرًا مثاليًا للطيران لمسافات طويلة. يتمتع الحمام الزاجل بكمية وفيرة من الريش الصلب، وذيل رقيق، وطرف أنيق يضفي عليه مظهرًا جذابًا.

تدريب الحمام الزاجل

تتطلب عملية تدريب الحمام الزاجل التزامًا وصبرًا. يجب أن تُخصص مدة نصف ساعة يوميًا للتدريب، حيث يُفضل أن يتم ذلك في الصباح والمساء، ومع مرور الوقت يمكن زيادة هذه المدة إلى ساعة. يُنصح بإخراج الحمام وهو جائع، وعند انتهاء الوقت المحدد، يتم جذب انتباهه بإصدار صوت من الحبوب في وعاء الطعام، مما يحفزه على العودة بسرعة. يستغرق هذا التدريب حوالي شهر ونصف إلى شهرين، وذلك لضمان أن يرسخ الحمام في ذهنه موقع المنزل.

ماذا يأكل الحمام
  • تبدأ المسافات التي يجب أن يتدرب عليها الحمام الزاجل من كيلومتر واحد، وتكون في أربعة اتجاهات: شمال، جنوب، شرق، وغرب.
  • تزداد المسافة تدريجيًا حتى تصل إلى 60 كم، ثم يمكن مضاعفتها لتصل إلى 120 كم بأخذه إلى مواقع جديدة بعيدًا عن المنزل.
  • يمكن تربية الحمام الزاجل لمدة 8 أشهر في السنة، حيث يبدأ الفقس في شهر يناير.
  • يُعتبر الحمام الزاجل أحد الأنواع التي كانت تستخدم لنقل الرسائل، حيث يتميز بقدرته الفائقة على العودة إلى وطنه، مُحملًا برسالة مربوطة بأقدامه.
  • يُعتبر الحمام الزاجل سيد الحمام بلا منازع، نظرًا لغريزته القوية في حب وطنه والعودة إليه، مهما كانت المسافات التي يقطعها.

ذكر أحد الرحالة الإنجليزيين في القرن السابع عشر قصة مثيرة عن صياد عثر على رسالة مربوطة بساق حمامة صادها. كانت الرسالة من تاجر أوروبي إلى وكيله في مدينة حلب، تُخبره بارتفاع أسعار "الجوز" في السوق الأوروبية وتطلب منه إرسال كميات كبيرة. إثر ذلك، قام الصياد بإبلاغ تاجر آخر، مما أدى إلى إرسال شحنات من الجوز إلى أوروبا وتحقيق أرباح كبيرة. ومع انتشار الخبر، بدأ الصيادون بمطاردة الحمام الزاجل، مما أدى إلى اختفائه من سماء الشام.

استخدامات الحمام الزاجل

تعود أولى استخدامات الحمام الزاجل إلى عام 24 قبل الميلاد، حيث تم استخدامه لأغراض عسكرية لنقل الأخبار عن تحركات العدو.

لعب العرب دورًا بارزًا في تاريخ الحمام الزاجل، حيث كانوا من أوائل من أدركوا أهميته وقاموا بتربيته ورعايته. وقد أعد العرب كتبًا ودراسات حول طبيعة الحمام الزاجل وأمراضه وطرق علاجه.

قبل انتشار استخدام الحمام الزاجل، كانت الجمال والبغال وتبادل الإشارات بالنار والدخان هي الوسائل الرئيسية لنقل الأخبار العسكرية. ومع توسع الخلافة الإسلامية، أصبح من الضروري إيجاد بدائل أكثر كفاءة، لذا استخدم الخلفاء العباسيون الحمام الزاجل في نظام البريد نظرًا لسرعته وسهولة نقله للأخبار.

زاد اهتمام الفاطميين بالحمام الزاجل، حيث قاموا بإنشاء رسائل مشفرة تُرسل مع الحمام، مما جعلها غير قابلة للفهم إذا وقعت في أيدي الأعداء.

كما تم استخدام الحمام الزاجل خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أطلق الألمان الحمام الزاجل بعد الهبوط بالمظلات ليقوم بإرسال نتائج عمليات التجسس.

رغم الأبحاث المستمرة، لم يتوصل العلماء بعد إلى نظرية مؤكدة حول كيفية معرفة الحمام الزاجل لموطنه الأصلي.


وتبقى ليلة الحلقة 28