-

ذبابة النمس

(اخر تعديل 2024-09-09 15:39:02 )
ذبابة النمس

ذبابة النمس

تعج رحاب الطبيعة بتشكيلات كبيرة من الكائنات والمخلوقات الكبيرة والصغيرة التي مرت بطور بطیء دام الاف السنين تخصصت خلاله في لون من النشاط المتعلق فقط بغرض البقاء والخلود، إن إحدى هذه الاختصاصيات هي ذبابة النمس التي تستعمل تقنية مهذبة لتوفير عيشة هنيئة لذراريها على حساب فرائسها. من السهل التعرف على هذه الحشرة (الشريرة) بسبب زباناها المميزة البالغ طولها خمسة سنتمترات إنها تشغلها مثل آلة الحفر وتثقب الخشب حتى تصيب – في الصميم وتجرحها فقط – يرقة حشرة أخري مستغرقة في الحفر تحت لحاء جذوع الأشجار .

إن الغرض من هذه العملية الغريبة ليس القضاء على ذلك المخلوق الصغير وإنما هو حقن بيضة في أنسجته .. ومنذ هذه اللحظة يظل جسم هذه الفريسة الغافلة الحضن الحي لفرخ ذبابة النمس وينمو هذا الفرخ بمجرد التهامة شيئاً فشيئا من الداخل، اليرقة التي تستضيفه، فلا يجوز لنا إذن إعتبار ذبابة النمس الام قدوة حسنة ومثالاً يحتذى به نظراً الى أن طريقتها الرهيبة هذه تغني عن اعداد عش وتعهد ذراريها الوفيرة بالعناية والرعاية .

هل كنتم تعلمون ؟

أن هذه الحشرات مفيدة جدا للانسان لانها تحد من تكاثر الديدان المضرة بالنباتات، وأن بعض الأنواع الدخيلة من ذباب النمس يبلغ طول زباناها حتى خمسة عشر سنتمتراً، وأن الاناث منها فقط مزودة بهذا العضو الخاص الذي تستعمله سواء للثقب أو لوضع بيضها به .

حقائق عن ذبابة النمس

  • أولي مراحل عملية الثقب تبذل ذبابة النمس كاللص المحترف، كل عناية بفحص الفرع المراد ثقبه لتقدير ما تنطوي عليه المغامرة من صعوبات ان صلابة الخشب لا ترعب هذه الحشرة .
  • تستعمل سيقانها الخلفية لجس اللحاء وتصدر في الوقت نفسه حزمة من الذبذبات التي عند التقائها بنفق اليرقة تنكسر الى اعلى فتلتقطها الذبابة التي اصدرتها .
  • بعد تحديد موقع الفريسة تنتصب ذبابتنا برسوخ على سوقها وترفع بطنها وتستل زباناها الطويلة من غلافها. تبدأ عملية الثقب : يجب أن ينقضي زهاء العشرين دقيقة ليتمكن المثقب.
  • الشعري الدقيق من النفوذ قدر ثلاثة سنتمترات عمقا، حالما تبلغ الزبانة اليرقة تقوم ذبابة النمس بحقن بيضة فيها على الفور، انها عملية تعذيب على الطريقة الصينية حقا بالنسبة لليرقة المسكينة الحبيسة في جوف الجذع .
  • هناك ذبابات نمس أخرى تستعمل أساليب أقل تعقيدا لوضع بيضها في بدن يرقات الحشرات الأخرى قبل وضع البيض تشل فرانسها بالسم الذي تقوم بحقنه في مواضع حيوية من جسمها وذلك بطعنات من زبانياتها الرهيبة .