استكشاف عالم الخرشنة القطبية الرائع

مقدمة عن طائر الخرشنة القطبية

يُعتبر طائر الخرشنة القطبية، المعروف أيضًا بإسم الخرشنة الفردوسية (بالإنجليزية: Arctic Tern) واسمها العلمي هو Sterna paradisaea، من الطيور الفريدة التي تنتمي إلى عائلة النورسية (Laridae). يقطن هذا الطائر في المناطق المحيطة بالقطب الشمالي، حيث يتكاثر وينتشر في عدة مناطق تشمل أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. ومن المثير للاهتمام أن الخرشنة القطبية تُعتبر من أكثر الطيور ترحيلًا، إذ تُسجل أطول رحلة طيران بين جميع الطيور، حيث تصل المسافة التي تقطعها إلى حوالي 40,000 كيلومتر ذهابًا وإيابًا.

رحلة الطيران المدهشة

تبدأ رحلة الخرشنة القطبية في الشهر الثالث من السنة، حيث تستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 40,000 كيلومتر، مما يجعلها قادرة على قطع خط الطول بالكامل. تُعرف هذه الطيور برحلاتها المدهشة التي تستحق اسم "سنونو البحر". على الرغم من حجمها الصغير الذي لا يتجاوز حجم الحمامة، إلا أنها تتجمع في أعداد كبيرة وبضوضاء عالية على الأراضي القطبية بعد ذوبان الجليد، حيث تتكون الأزواج وتضع كل منها من فرخين إلى ثلاثة فراخ.

خلال فصل الصيف، تُمارس هذه الطيور رحلات جوية مستمرة بين البحر وأعشاشها، حيث تُعلم فراخها دروسًا سريعة في الطيران والغوص والصيد. كل شيء يحدث بسرعة، لأن فصل الصيف قصير في تلك المناطق، مما يدفعها للرحيل قريبًا. وعندما يحين وقت المغادرة، تستعد الخرشنة للعودة إلى الأجواء، متجهة نحو الجنوب.

طقوس التزاوج

تبدأ طقوس التزاوج عندما يقدم ذكر الخرشنة هدية صغيرة، مثل السمكة، للأنثى. تُعتبر هذه الهدية طريقة لكسر الجليد وإزالة الجفاء بينهما. بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى عشرة أيام، تستسلم الأنثى وتقدم عرضها المضاد للذكر، والذي غالبًا ما يكون عبارة عن بعض الأعشاب.
حجرة ورقة مقص مدبلج الحلقة 61

حقائق مثيرة عن الخرشنة القطبية

• يتبادل الزوجان دور حضانة البيض لمدة ثلاثة أسابيع بعد اختيار أفضل مواقع لبناء الأعشاش. حيث تُقاس المسافة بين الأعشاش بمنقار الطائر.
• تُعتبر الخرشنة طيورًا رحالة، وعلى الرغم من ذلك، فإنها تستطيع الغوص في البحر للبحث عن الطعام، حيث تمثل الأسماك الجزء الأكبر من غذائها.
• تُظهر الخرشنة سلوكًا دفاعيًا قويًا تجاه أعشاشها، حيث تهاجم أي دخيل، سواء كان نورسًا أو ذئبًا أو إنسانًا، حيث تتجمع الطيور للدفاع عن صغارها.
• تقوم الخرشنة برحلة شاقة تُغطي الكرة الأرضية، حيث تترك نصف الكرة الشمالي وتهاجر إلى نصف الكرة الجنوبي، مُقطعةً مسافات شاسعة تصل إلى 40,000 كيلومتر سنويًا.

النظام الغذائي للطائر

يتكون النظام الغذائي للخرشنة القطبية من مجموعة متنوعة من الأطعمة، حيث تُعتبر بشكل عام آكلة لحوم. تتغذى هذه الطيور على أسماك صغيرة مثل الرنجة والقد والكابلين، بالإضافة إلى القشريات مثل الكريل وسرطان البحر. في بعض الأحيان، تتناول أيضًا الرخويات والحشرات. تعتبر الأسماك العنصر الرئيسي في غذائها، حيث تمثل الجزء الأكبر من الكتلة الحيوية المستهلكة مقارنة بأي نوع آخر من الأغذية.